المطران ابراهيم في عيد مستشفى تل شيحا :
مكان تتجلى فيه رحمة الله ومحبته
احتفل رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران ابراهيم مخايل ابراهيم بالذبيحة الإلهية في كاتدرائية سيدة النجاة في زحلة بمناسبة عيد مستشفى تل شيحا، بمشاركة النائب الأسقفي العام الأرشمندريت نقولا حكيم والآباء ايلياس ابراهيم وايلي القاصوف وحضور نقيب اطباء لبنان في بيروت، نائب رئيس المستشفى البروفسور يوسف بخاش، المدير العام الدكتور مروان خاطر، رؤساء الأقسام، الممرضات والممرضين، الأطباء وحشد من المؤمنين.
بعد الإنجيل المقدس كانت للمطران ابراهيم عظة استهلها بتهنئة لبنان والكنيسة بتطويب البطريرك اسطفان الدويهي وقال :
” أود أن أعبّر بكل فخر واعتزاز، عن مشاركتي فرحة قداس تطويب البطريرك اسطفانوس الدويهي في بكركي، الذي يمثل لنا لحظة من أعظم اللحظات الروحية والتاريخية في حياتنا. إنها لحظة تجلت فيها أسمى معاني الوفاء والمحبة لأرضنا وكنيستنا المقدسة. أبارك للكنيسة المارونية والكنيسة الجامعة ولبنان العالم كله للبنان بهذا الحدث التاريخي.”
وعن ذكرى انفجار مرفأ بيروت قال سيادته:
” نستذكر اليوم الذكرى الرابعة لانفجار مرفأ بيروت، الذي ما زالت جراحه تنزف في قلوبنا وذاكرتنا، ونصلي عن ارواح شهدائنا، وتعزية أهلنا، ومن اجل تحقيق العدالة، وكشف الحقيقة. في ذلك اليوم المأساوي، اهتزت الأرض تحت أقدامنا، وفقدنا أحباءً وأصدقاء، وتدمرت بيوتنا وأحلامنا. لكن، كما تجلى يسوع لتلاميذه على جبل طابور، يتجلى لنا ويجدد الرجاء في قلوبنا ويمنحنا القوة لننهض من جديد.
لقد مر لبنان ولا يزال يمر في انفجارات ذات أشكال متعددة، سياسية واقتصادية وأمنية، تهدد حاضره ومستقبله. نواجه تحديات كبيرة، لكننا نقف معًا، مستندين على إيماننا بأن الرب يسوع هو منبع القوة والرجاء. لقد وعدنا الرب بأنه معنا في كل لحظة، في أفراحنا وأحزاننا، في قوتنا وضعفنا، وهو الذي سيجعل من هذه الأوقات العصيبة فرصة للنمو الروحي والإنساني.”
وعن مستشفى تل شيحا قال:
” بعد غدٍ نحتفلُ عيد التجلي المجيد، وهو عيد مستشفى تل شيحا، هذا المستشفى الذي يمثل بحق تجليًا حقيقيًا للرب يسوع في حياتنا. في لحظات الألم والضعف، حينما نجد أنفسنا عاجزين أمام المرض والمعاناة، يظهر لنا الرب يسوع من خلال العناية والرعاية التي يقدمها مستشفى تل شيحا. فكل غرفة في هذا المستشفى تتحول إلى جبل تجلي جديد وإلى مكان مقدس، حيث يعمل الأطباء والممرضون وفريق عمل المستشفى بكل محبة وإخلاص، ليكونوا يد الرب الممدودة لشفاء المرضى. فعلى كل سرير، ومع كل مريض ومتألم، نجد يسوع المسيح حاضرًا معنا، يعطينا القوة والشفاء.”
واضاف” تل شيحا ليس مجرد مبنى طبي، بل هو مكان تتجلى فيه رحمة الله ومحبته. عندما نتأمل في الجهود الجبارة التي يبذلها العاملون في هذا المستشفى، نرى كيف يتجلى المسيح في كل لمسة حنونة، في كل كلمة مشجعة، وفي كل علاج يقدم بأمانة وإخلاص. هذه الأعمال اليومية، الصغيرة في ظاهرها، تحمل في طياتها جوهر رسالة المسيح: الحب غير المشروط والعطاء اللامتناهي.
نحن نعيش في عالم مليء بالتحديات، التي تلفنا من كل جانب، لكننا، نجد في مستشفى تل شيحا ملاذًا للراحة والشفاء، ومكانًا يشع بنور الأمل والطمأنينة. هنا، يشعر كل مريض بأنه ليس وحيدًا في معاناته، بل هو محاط بمحبة الله التي تتجلى في وجوه العاملين وفي أفعالهم.”
وتابع” يسوع المسيح يتجلى في تل شيحا ليس فقط كمعالج للمرضى، بل كمنبع للسلام الداخلي والقوة الروحية والنور، مما يجعل من هذا المستشفى رمزًا حيًا لحضور الله في حياتنا اليومية.
وفي ظل هذا النور، نتذكر دائمًا أن الله لم يتركنا في محنتنا، بل هو معنا في كل لحظة، يشاركنا أوجاعنا ويمنحنا القوة للشفاء والنهوض من جديد. تل شيحا هو تجسيد حي لهذه الحقيقة الإلهية، وهو شهادة على قدرة المحبة الإلهية على تحويل الألم إلى رجاء، والضعف إلى قوة، والمعاناة إلى فرصة للقاء الرب.”
وختم المطران ابراهيم” دعونا نرفع صلواتنا اليوم، شاكرين الله على هذه النعمة الكبيرة، مستشفى تل شيحا، ولنسأل الرب أن يبارك كل من يعمل فيه، وأن يملأ قلوبهم بنوره ورحمته، ليكونوا دومًا أداة لشفاء المرضى وتخفيف آلامهم. في هذه المناسبة، ندعو الله أن يبارك كل مريض ويشفيه، وأن يمنح القوة لمديرنا المحبوب الدكتور مروان خاطر ولكل من يعمل في هذا المستشفى. كما نصلي من أجل لبنان، أن يحفظه الرب من كل شر، وأن يعيد إليه الاستقرار والسلام. آمين.”
وفي ختام القداس ترأس المطران ابراهيم رتبة تبريك العنب وانتقل الحضور بعدها الى قاعة المطران اندره حداد حيث قطع قالب حلوى بالمناسبة.