كلمة سيادة المطران عطاالله حنا لمنتدى الفكر السياسي والأدبي.
إن مسأله الدفاع عن القدس قبلة المسيحيين والمسلمين هو واجب على كل مسيحي وعلى كل مسلم .
إعداد ومتابعة: ربى يوسف شاهين
نتمنى الخير لأمتنا كلها ولشعوبنا العربية كلها.
قال سيادة المطران عطاالله حنا من القدس المحتلة:
أيها الأحباء أيها الإخوة والأخوات الأعزاء في منتدى الفكر السياسي والأدبي
يطيب لي في هذا اليوم أن أخاطبكم مجدداً من رحاب مدينة القدس المدينة المقدسة والمباركة والتي نحن ساكنون فيها ولكنها ساكنة في وجدان كل عربي وكل إنسان حر في هذا العالم.
القدس حاضنة تاريخنا ومقدساتنا وتراثنا وأصالة وجودنا .
القدس التي جذورنا عميقةٌ في تربتها ولن تتمكن سلطات الاحتلال من تغريبنا واقتلاعنا والنيل من عراقة واستمرارية وجودنا في هذه المدينة المقدسة .
إن مسأله الدفاع عن القدس قبلة المسيحيين والمسلمين وقبلة الأحرار إنما هو واجب إنما هو واجب على كل إنسانٍ عربي مخلصٍ لعروبته وإنسانيته وهو واجب على كل مسيحي وعلى كل مسلم .
المسيحيون عندما يدافعون عن القدس إنما يدافعون عن إيمانهم عن قيمهم عن تاريخهم لا سيما أن القدس هي مهد المسيحية ومنها انطلقت الرساله المسيحية إلى مشارق الأرض ومغاربها .
كما أن الإخوة المسلمين عندما يدافعون عن القدس فهم يدافعون عن مقدساتهم وعن أقصاهم وعن بقعه مباركة في هذا العالم من واجبنا جميعاً أن نكون موحدين في دفاعنا عنها.
لا تتركوا القدس وحيدةً تقارع جلاديها واليوم الاحتلال يستغل الأوضاع الراهنة والقائمة وهو ممعن في سياساته التهويدية الهادفة لطمس معالم القدس وتزوير تاريخها والنيل من مقدساتها وأوقافها .
القدس في خطرٍ شديد القدس تناديكم
أطلقوا نداء استغاثة من القدس لكم جميعاً ومن خلالكم لكل الأحرار في هذا العالم كونوا مع القدس لأنكم عندما تكونون مع القدس تكونون مع أنفسكم فالقدس أمانة في أعناقنا جميعاً .
أيها الأحبة ومن القدس ومن فلسطين كلها ومن الوطن العربي ومن كافه الأماكن التي تتواجدون فيها نلتفت إلى غزة ونحن في الشهر العاشر من حرب الإبادة والتطهير العرقي .
نلتفت إلى غزه المنكوبة والمكلومة والتي فيها يدمر كل شيء ويستهدف كل شيء ما يحدث حالياً في غزة إنما يدل على انعدام للقيم الأخلاقية والإنسانية ليس فقط عند الاحتلال.
الاحتلال معروف أنه لا توجد عنده قيم أخلاقية أو إنسانية ولكن أين العالم ؟
أين هو العالم الذي يدعي الديمقراطية؟
أين هو العالم الذي يدافع عن حقوق الإنسان ويدعي الدفاع عن حقوق الإنسان لا بل حقوق الحيوان ؟
اين هم مما يحدث حالياً في غزة ؟.
الجريمة المرتكبة بحق شعبنا لا يتحمل مسؤوليتها فقط الاحتلال.
الاحتلال طبعاً هو القاتل وهو المجرم بالدرجة الأولى ولكن هنالك شركاء في الجريمة في هذا الغرب هنالك داعمون هنالك مؤازرون هنالك صامتون وهؤلاء كلهم يتحملون المسؤولية .
نحن في الشهر العاشر من الحرب لأن هنالك متخاذلون ومتواطئون وصامتون وداعمون ومؤازرون لهذا الاحتلال الغاشم .
ولو كان الوضع مختلفاً لتوقف الحرب منذ زمن
أحبائي ما يحدث في غزة وصمة عار في جبين الإنسانية ما يحدث حالياً في غزه إنما يدل على وحشية ما بعدها وحشية حيث يقتل المدنيون والأطفال والنساء والكبار والصغار ويجوعون سياسة التجويع سياسة الإذلال سياسة القتل ما يرتكب حالياً في غزة لا يمكن أن يستوعبه عقل بشري .
نوجه نداءنا مجدداً إلى الأمة العربية عسى أن يصل هذا الصوت إلى الأحرار من أبناء أمتنا العربية تحركوا تحركوا من أجل وقف الحرب كفانا دماءً كفانا خراباً وألاماً وأحزاناً .
أهل غزة هم بشر خلقهم الله كما خلق كل إنسان في هذا العالم ويستحقون الحياة هم لا يستحقون أن يعاملوا بهذه القسوة وبهذه العنجهية وبهذه الوسائل الوحشية الغير مسبوقة كان الله في عون أهلنا في غزة على ما هم فيه .
يا أيتها الأمة العربية يا أيها العرب تحركوا من أجل غزة.
تحركوا من أجل وقف الحرب يا أيها الأحرار في كل مكان في هذا العالم تحركوا من أجل وقف هذه المأساة وهذه الكارثة المروعة .
في غزه ترتكب الجرائم بحق الإنسانية والقدس مستهدفةٌ أيضاً والضفة الغربية مستهدفةٌ وهنالك تهديداتٌ تستهدف لبنان نتمنى للبنان الخير نتمنى للبنان السلام نتمنى للبنان أن يبقى عنواناً للشهامة والوحدة والإخوة نتمنى الخير لأمتنا كلها ولشعوبنا العربية كلها.
رسالتنا من فلسطين التي تنزف دماً الجريحة كونوا مع فلسطين كون مع القدس وعندما تكونون مع فلسطين وعاصمتها القدس تكونون مع أنفسكم لأن الذي يتآمر على فلسطين هو متآمر عليكم والذي لا يريد الخير لفلسطين هو ذاته الذي لا يريد الخير لكم كان الله في عون أهلنا في غزة غزة التي تنزف منذ 10 أشهر تقريباً وشكراً لكم .