كلمة سيادة المطران عطاالله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس( بطريركية الروم الأرثوذكس في القدس )
لم تنجح الجهود التي بذلت حتى الآن من أجل وقف هذا العدوان
إعداد : ربا شاهين
لا تسمعوا إلى الدبلوماسيين الأمريكيين ماذا يقولون وزير الخارجية وغيره يتحدثون بلغةٍ دبلوماسية و أشبعونا كذباً و نفاقاً
حيث قال سيادة المطران عطاالله حنا:
أيها الأحباء أيها الإخوة والأخوات الأعزاء
لقد مر أكثر من ثلاثة أشهرٍ على هذا العدوان الهمجي ، الذي يتعرض له أهلنا وأبناء شعبنا في غزة الأبية .
ثلاثة أشهرٍ و أداة الإبادة الجماعية لم تتوقف وكذلك التطهير العرقي ، وحرق الأبيض واليابس ، وتدمير كل شيء في غزة الأبية ،
غزة المنكوبة الدمار فيها في كل زاوية وفي كل مكان .
شهداءٌ دماءً ألامٌ احزانً أطفالٌ يبكون ، ومأساة إنسانية مروعة لا يمكن وصفها بالكلمات .
لم تنجح الجهود التي بذلت حتى الآن من أجل وقف هذا العدوان .
لماذا لا نعلم ؟!
لا نعلم لماذا لم يتمكن العرب ، ولم يتمكن الآخرون أيضاً في هذا العالم ، الذين نادوا بوقف الحرب ، لا نعلم لماذا لم يتمكنوا حتى هذه الساعة ، بالرغم من مرور ثلاثة أشهرٍ على هذه الحرب .
وأضاف سيادة المطران عطاالله حنا:
ولكن ما نعرفه ، أن هنالك داعمٌ أساسي لهذه الحرب ، وهو الإدارة الأمريكية ، ويبدو واضحاً أن الإدارة الأمريكية حتى هذه الساعة ، لم تأخذ قرارً بوقف هذه الحرب ، ولو اتخذت قرارً من هذا النوع لتوقفت الحرب .
لا تسمعوا إلى الدبلوماسيين الأمريكيين ماذا يقولون ، وزير الخارجية وغيره ، يتحدثون بلغةٍ دبلوماسية و أشبعونا كذباً و نفاقاً ولكنهم في الواقع على الأرض ، هم منخرطون في هذا العدوان ، وهم داعمون أساسيون لهذه الحرب الهمجية المرتكبة بحق شعبنا الفلسطيني .
وتابع سيادة المطران عطاالله حنا:
أيها الأحباء غزة دمرت بشكل مروع ، يمكن 80% أو أكثر من أبنية غزة دمرت.
الشهداء بعشرات الآلاف ، أكثر من مليون ونصف المليون غزاوي أصبحوا لاجئين في بلدهم و نازحين .
نازحين ذهبوا إلى أماكن يظنون أنها أكثر أمناً ولكن هذه الأماكن التي صنفت أنها أكثر أمناً هذه الأماكن أيضاً تقصف و يعتدى عليها ، يعني حقيقةً لا يوجد هناك مكانٌ أمن على الأطلاق .
المأساة الإنسانية في غزة كبيرة ، وكبيرة جداً
ولا تظنوا أيها الأحباء أننا اليوم نعرف كل شيء لا ، لا نعرف إلا الشيء البسيط من هذه المعاناة
بعد أن تتوقف الحرب ، وأتمنى أن يكون هذا سريعاً
ستتكشف الكثير من المآسي و الحقائق المرعبة وسيظهر للعالم بأسره ، الكثير من الجوانب الكارثية و المأساوية ، التي في ظل الحرب لم يكن من الممكن أن تظهر ، مع الأخذ بعين الاعتبار ، أن هنالك تعتيماً إعلامياً يعني تلاحظون أن هنالك استهداف للإعلام و للإعلاميين ، عشرات الإعلاميين الذين تم استهدافهم منذ بدء الحرب ، الكثير من الفضائيات و وسائل الإعلام العربية ليست قادرة على نقل الصورة ، إلا في جوانب معينة في أماكن معينة إلى أخره .
وأوضح سيادة المطران عطاالله حنا:
طبعاً وسائل السوشال ميديا التي يملكها بعض الغزيين ، ساعدت من خلال تصوير من خلال توثيق إلى أخره ، ساعدت لكي نرى ويرى العالم بأسره ، هول هذه المأساة في غزة الأبية ، ولكن استهداف الإعلام ، استهداف الفضائيات هذه ظاهرة ، لأن إسرائيل تخاف من أن تصل هذه الصور للعالم .
هذه الصور إنما تشير وبشكل واضح إلى ان ما يرتكب بحق شعبنا الفلسطيني إنما هي جرائم حرب .
ونحن هنا نود أن نحيي دولة جنوب أفريقيا على مبادرتها ونتمنى ان تنضم أيضاً دولٌ أخرى إلى جنوب أفريقيا لمساءلة ومحاسبة هذا الاحتلال على جرائمه وعلى ممارساته وعلى أفعاله اللاإنسانية و اللاحضارية في غزة .
المدعو نتنياهو أيها الأحباء ، لا يريد أن تتوقف الحرب ، ويبدو أنه يريد أن تتسع رقعة الحرب لكي تشمل جبهات أخرى ، لأنه يريد أن يبقى في كرسيه ، وهو يعرف أن توقف الحرب ، سوف يجعله يفقد منصبه ، ويذهب إلى المحاسبة والمساءلة وإلى المحكمة إلى أخره ، ولذلك هو معنيٌ بأن تتسع رقعة هذه الحرب .
وأكد سيادة المطران عطاالله حنا:
أحبائي أحبائي ، الجرائم المروعة التي ترتكب في غزة وفي الضفة أيضاً هنالك جرائم
نابلس ، طولكرم ، جنين ، القدس ، منطقة بيت لحم ، كل المدن والمحافظات الفلسطينية في الضفة ، راما الله ، وقراها كلها مستهدفة .
الحرب الهمجية البشعة هي على غزة بالدرجة الأولى ، ولكن أيضاً الضفة هي مستهدفة ، وإن كان هذا بأساليب مختلفة .
أحبائي معاً وسوياً ، معاً وسوياً كفلسطينيين وجميع الأحرار في هذا المشرق العربي ، وفي العالم بأسره ، نهتف معاً و ننادي معاً ، بأن تتوقف هذه الحرب ، لا نريد أن تتسع رقعة الحرب بل نريد أن تتوقف هذه الحرب ،
حقناً للدماء ووقفاً للدمار .
المأساة كبيرة و مروعة ، الألام ، الأحزان ، الدماء ، الدموع ، الدمار ، لا يمكن وصفه .
كفانا دماءً و ألاماً واحزاناً اهل غزة لا يستحقون أن يعاملوا بهذه القسوة .
أيها الأحباء نقف معاً وسوياً تكريماً ووفاءً لدماء شهدائنا ، كل الشهداء لتضحيات شعبنا ، مطالبين و هاتفين :
أوقفوا الحرب حقناً للدماء ووقفاً للدمار.