د. ليون سيوفي
باحث وكاتب سياسي
من منا لا يذكر يوم انتخب الشهيد رنيه معوض رئيساً للجمهورية اللبنانية بعد اتفاق الطائف في 5 تشرين الثاني من عام 1989، وكيف تمّت الجريمة البشعة باغتياله يوم عيد الاستقلال في 22 تشرين الثاني 1989 بتفجير موكبه أي بعد سبعة عشر يوماً على انتخابه، بعد خروجه من القصر الحكومي المؤقت آنذاك في منطقة الصنائع.
خسر لبنان وخسرت الطائفة المارونية عاموداً من أعمدتها آنذاك، ولا يزال اغتياله لغزاً لتحديد الجهة التي أمرت وخططت ونفذت، لذلك بقيت هذه الجريمة مقيّدة ضد مجهول، وبقي ملف التحقيق فارغاً من أي أوراق أو إفادات غير الوصف الجرمي لعملية التفجير وتقارير الخبراء والمحققين، الذين وضعوا التقارير حول مسرح الجريمة والعبوة التي انفجرت وطريقة التفجير.
هل من الممكن أن يتكرر هذا السيناريو مع انتخاب الرئيس المقبل ونذهب بعدها إلى تسوية سياسية؟
من المعلوم أنّ هذه المهمة محفوفة بالأخطار .
مع وجود تقريباً كل الأجهزة المخابرتية العالمية هل من مخطط سرّي للبنان يدفع ثمنه المواطنون؟
ألسؤال طالما شغل بال اللبنانيين، هل لبنان أمام مفترق طرق وتغيير جذري للنظام اللبناني؟
هل سنذهب إلى مؤتمر دولي كما طرحه سيادة البطريرك وهل بالإمكان تغيير هذا النظام الذي أصابه الترهل والفساد بتسوية جديدة قد خطط لها منذ زمن؟
هل التوطين سيكون جزءًا من هذه التسوية ؟
هل من الممكن أن يكون هناك وصاية جديدة على الوطن؟
تركيبة النظام اللبناني قائمة على توازنات وتسويات دقيقة وأي خلل بهذه التوازنات سوف يؤدّي إلى احتدام صراع طائفي حاد وعملية استقطاب قد تؤدي إلى اقتتال دموي وحرب جديدة يحلم بها أقطاب المليشيات ..
ان الاشتباكات في مخيم عين الحلوة تنذر بخطر كبير ولا تبشر بالخير .
عسى أن نصل إلى نتيجة دون عودة التاريخ .