لينا الحصري زيلع
خاص رأي سياسي
انشغل المجتمع اللبناني خلال الأيام الماضية بقضية متعلقة بحقوق المثليين من خلال مواقف اطلقت من قبل عدد من المسؤولين حول هذا الموضوع، بالتزامن مع توقيع عدد من النواب على اقتراح قانون الغاء “المادة 534” من قانون العقوبات، الذي ينص كذلك على اسقاط الدعاوى والاحكام والملاحقات وكف التعقبات التي اخذت قبل نفاذ هذا القانون، وعدم جواز إحالة اي من القضايا والدعاوى والملفات المشمولة بهذا القانون على اي مرجع قضائي، وإلغاء جميع النصوص القانونية المخالفة لهذا القانون او التي تتنافى مع مضمونه.
ومن بين النواب الذين وقعوا على هذا الاقتراح النائب مارك ضو الذي قال عن هذه القضية “لرأي سياسي”: ” بداية كانت المفاجأة هي بإثاره هذا الموضوع من قبل الأمين العام “لحزب الله” السيد حسن نصر الله، خلال احد خطاباته في ذكرى عاشوراء، علما ان الاقتراح الذي وقعنا عليه، كانت تمت مناقشته قبل موقف نصر الله، ولكن اللافت هو الضجة التي أثيرت حوله، إضافة الى الحديث عن وجود كتب مدرسية تروج لموضوع المثلية، ولكنني اعتبر ان السبب الأساسي لإثارة هذا الملف ، هو جزء من حملة مقصودة لتحويل الأنظار عن الخلل الأمني، ان كان في مخيم عين الحلوة ، او في الكحالة، او عن تقرير ” الفاريز اند مارشال”، وما حصل من تطورات في مصرف لبنان، لذلك ارى انهم يحاولون خلق زوبعة للتغطية على جرائم الحلفاء التي ارتكبت بحق الشعب اللبناني.”
واذ اكد ان المثلية ليست جريمة حسب ما ينص عليه القانون الذي لا يشرع و لا يروج ولا يشجع، اشار الى ان موقف البابا فرنسيس حازم في هذا الموضوع، من خلال قوله ان الكنيسة ضد اي قانون يجرم المثليين، ولفت ضو الى قناعة لديه بان المثلية ليست جريمة، كما ان البعض يصنفها بانها مرض او خلل او خيار او ميل جنسي، لافتا الى ان هناك الكثير من التعابير، ولكن في النهاية الامر ليس جريمة وهذا ما نؤكد عليه.
وحول السجال الدائر بينه وبين وزير الثقافة حول موضوع المثلية يقول ضو:” ان ما يقوم به وزير الثقافة هو حملة شعواء ضد الدستور اللبناني، والثقافة اللبنانية المنفتحة على كل الناس.”
القاضي عريمط:
من ناحيته يقول رئيس “المركز الإسلامي للدراسات والاعلام في لبنان” القاضي الشيخ خلدون عريمط لموقعنا عن موضوع المثلية : “من المؤسف ان هذه الظاهرة المرضية موجودة منذ الاف السنوات قبل الإسلام والمسيحية ودعوة سيدنا موسى، ولكنها محرمة بالإسلام وبكل الشرائع الدينية، لأنها تتعارض مع الفطرة الطبيعية والزواج، فالمثلية هي احدى وسائل تدمير المجتمع البشري، والحياة لا يمكن ان تستمر الا بالتزاوج بين الرجل والمرأة ،لتستمر الأجيال وتحمل رسالة خلافة الله التي هي خلافة ايمان واخلاق وإنسانية.”
واعتبر الشيخ عريمط ان المثلية والتشجيع عليها تجلب غضب الله سبحانه وتعالى، كما انها تعتبر موجودة وهي مرض، كأي مراض في المجتمع، ولكن الواجب الشرعي يدعونا الى معالجته ومحاصرته كي لا ينتشر ويفسد البلاد والعباد.
وابدى عريمط اسفه للتشريعات الموجودة في العديد من الدول الغربية والتي شرعت وشجعت المثلية، مشيرا الى المعلومات المتوفرة تؤكد ان وراء هذه الحركات والتنظيمات والدعم المالي والإعلامي لها هي الحركة الماسونية ،التي تهدف الى تدمير اتباع الشرائع الذي انزلها الله، لإعادة هيمنتها على المجتمع البشري وتكوين حكومتها العالمية الخفية التي لا تستطيع تحقيق أهدافها الا بتدمير الاسرة والمجتمع والشعوب، مناشدا جميع العائلات وأئمة المساجد ورجال الدين في الاديرة والكنائس، للتصدي لهذه الظاهرة التي يحرمها الإسلام والكنيسة.
مؤكدا ان دار الفتوى ومؤسسة الأوقاف وبالتعاون مع المرجعيات الإسلامية والمسيحية ، ستعمل بكل ما تستطيع من جهد للتوعية الدينية والأخلاقية، داعيا الى الاستنفار للوقوف امام هذه الظاهرة التي تهدد بقاء الانسان .
الاب الهيبي:
بدوره يقول أستاذ اللاهوت الاخلاقي في جامعة القديس يوسف في بيروت الاب البروفسور ادغار الهيبي لموقعنا عن رأي الكنيسة في الموضوع: “موقف الكنيسة ينطلق اولا من اننا لسنا اولياء الشريعة، وليس باستطاعتنا ان نقرر ما هو الصح وما هو الخطأ، نحن نحكم على ذلك انطلاقا من ايماننا بالله الذي كشف لنا عن ذاته من خلال سيدنا يسوع، ونعتبر ان هناك حقيقة معينة في الكون، نقرأها اما من خلال تجسد سيدنا المسيح والانبياء والرسل والشهداء والقديسين، او من خلال عقلنا وفكرنا بالتمييز بين ما هو سليم او غير سليم.
اما النقطة الثانية، فهي ان الكنيسة تتعاطى مع كل انسان على أساس انها ام ومعلمة، لذلك فهي تعتبر ان كل انسان هو لديه كرامة مهما كان وضعه النفسي او الجسدي او الفكري ومهما كانت تصرفاته، لانه مخلوق على صورة الله ومثاله، لذلك اذا كان الانسان كذلك، يعني ان كرامته محفوظة، اما الأشخاص الذين لديهم ميول للجنسية المثلية، فمهما كان وضعهم فكرامتهم بنظر الله ونظرنا محفوظة، ولكن هذا لا يعني ان أعمالهم او وضعهم سليم، فالكنيسة تحترم الانسان وتقف الى جانبه وتحفظ كرامته، ولكن محبتنا تقتضي مساعدته لكي لا يكون في حالة غير سليمة وشاذة.
واكد الاب الهيبي ان المثلية الجنسية غير مقبولة بالكنيسة، وهي مرفوضة لانها تناقض الطبيعة الذي خلق فيها الانسان ذكرا وانثى لانهما يتكملان بالتقائهما ببعضهما البعض ، باختلاف الجنس وليس بتطابقه او مثلية الجنس.
واذ شدد ان الانسان خلقه الله حرا، اعتبر ان الحرية لا تقوى على الطبيعة وهي تكون سليمة عندما تتعاطى مع الثوابت الطبيعية.
وقال:” لان الكنيسة تحب أبنائها نقول لهم عندما يكونوا بحالة شواذ انهم بحالة غير طبيعية، ولكن في النهاية نحضنهم ولكن هذا الامر لا يبرر أعمالهم”.
وختم بالإشارة الى ان الكنيسة تعتبر ان التنظيم المدني ليس من ضمن عملها، وقال :”هناك مجلس نواب يقرر التشريعات، ونحن نعتمد في المقابل على النواب المسيحيين الذين من المفروض ان يكونوا على اطلاع تام على تعاليم الكنيسة قبل التشريع، ولكن للأسف المفاجأة ان هناك نواب يمثلون الطائفة و لا يعرفون تعاليمها بشكل صحيح”.