د. ليون سيوفي
باحث وكاتب سياسي
لتجنب الحروب المتوقعة أصبح هذا المؤتمر شبه ناضج…
فبهذا المؤتمر سيلغى شيء اسمه “عرف” وسيكون لبنان أمام المثالثة السياسية وتلغى الطائفية السياسية.
والحديث عن «المثالثة»، أي تقاسم السلطة بين الشيعة والسنة والموارنة، ليس جديدًا، لكن أيًا من الفرقاء المعنيين بهذه الصيغة أو الطامحين إليها أو المروجين لها، من أطراف محلية وخارجية، يجاهرون بها علنًا.
يعرف جيدا المطالبون بالمؤتمر التأسيسي هذه الأيام أن تحولًا جذريًا، يليق باسم ذلك المؤتمر، يحتاج إلى جراحات كبرى لا تأتي عادة، إلا نتاج التحولات المحلية والإقليمية والدولية الكبرى، والتي قد يكون العنف والحروب وجولات التطهير من واجهاتها. ويعي من يطالبون به أنّ مطالبهم تتجاوز “الإصلاح” الدستوري الذي يرمّم ويصوّب ويقوّم، وتنشد تغييرُا في نظام الحكم وخريطة الحاكمين.
أما القوى اللبنانية المتنازعة فباتت كلها اليوم مقتنعة بأن لا مخرج من الأزمة إلاّ بهذا المؤتمر.
ففيما يريد أحد الاحزاب«مؤتمراً تأسيسياً»، يصرّ البطريرك الماروني على الدعوة إلى «مؤتمر دولي من أجل إنقاذ لبنان».
كيف سيكون حال المجتمع المدني من هذا التأسيس؟
هل سيوافقون على هذا المؤتمر؟
كيف سيكون مصير النازحين أو بالأحرى المهجرين بعد هذا المؤتمر؟
هل سيكون لهم دوراً بهذا التأسييس الذي سيغيّر بوجه الوطن؟
من هي الجهة السياسية المستفيدة منه؟