اكد وزير الثقافة في حكومة تصريف الاعمال القاضي محمد وسام المرتضى ان “لبنان هو البلد الأغنى بموروثه الأثري والأميز بموروثه التراثي المادي وغير المادي ، وميزته انه لا يزال يتمتع بروح التعاون والتآخي والمحبة بين افراده”.
كلام المرتضى جاء اثر جولة له في قرية حسون البيئية في ضهر العين – الكورة، حيث كان في استقباله النائب جميل عبود بدر وامير حسون ، المسؤول السياسي محمد صالح، مدير المعهد الانطوني – الدكوانة الأب شربل بو عبود، المنسق العام للجنة الاسقفية للحوار المسيحي – الإسلامي في لبنان جوزيف محفوض، مسؤول الأثار والسياحة في بلدية طرابلس المهندس عثمان الزهر، رئيس لجنة الآثار والسياحة في طرابلس الدكتور خالد تدمري، ملكة جمال آسيا – لبنان تاتيانا علوان، الفنان انطوان يمين وفاعليات.
وبعد الاطلاع على الالية لتصنيع المنتوجات والمراحل التي تمر بها لتصل الى المستهلك اضافة الى جماليتها، قال المرتضى:” في الدرجة الاولى انا شخصيا على قناعة ان لبنان البلد الاغنى ثقافيا لاني مؤمن بمقدرا ت بلدي الثقافية، وهناك ما هو من واقعنا وقدراتنا وتراثنا مغيب من قبلنا، ومن اجمل الاشياء الذي يقدر له الله ان يكون وزيرا للثقافة انه في مثل هذه المناسبات ياتي ليس للرعاية بل ليكتسب ويكتشف ويتعلم ويتزود ليؤهل نفسه لكي يؤدي دوره بشكل افضل”.
وتابع:”قبل مجيئي الى هذه القرية قرأت عنها، ولكن تبين ان هناك اشياء لا تُكتب واشياء مغيبة من قبل الاعلام، لقد وجدت هنا ما لم اكن اتوقعه او المسه، وفي الاساس تبقى الروحية المختلفة وبقدر التركيز على النفس البشرية التي تخلق الوعي ومن خلال بث الوعي في داخلها نتمكن جميعا من انجاز الكثير”.
ولفت الى انه “بالايمان القوي بمبادئنا، نحن مؤهلون لان نتفاعل في بيئتنا ومجتمعنا ومحيطنا، ومتى وجد الايمان والاتقان، كان الابداع رغم الحصار ووطأته . وما يترسخ في ذهن بعض اللبنانيين اليوم الندم لانتمائهم الى هذا الوطن، وهؤلاء هم موهمون لانه قدر لهم ان يعيشوا على بقعة ارض ليس لها نظير، عدا المشاعر والتآخي التي لا تزال موجودة بيننا رغم الحصار والازمات والظروف الصعبة، هي المشاعر التي لا نراها خارج وطننا وفي بلاد لا تعاني من اي ازمات”.
واضاف:”ما شاهدناه اليوم ملفت، حيث ان مؤسسة تحتضن نشاطات متضاربة مع موضوعها الا ان الوضع في نهايته يصل الى حالة التكامل وهذا ما يحتاجه لبنان اليوم ، التنوع الذي يعتبره البعض مشكلة ويصب في فحوى الانانية ومن يتبناها، فانه يقضي على نفسه اولا ويحرم غيره من ان يحيا، اما الذي يتخذ السلوك الاستيعابي والتعاوني يسهم في احياء نفسه وغيره ليس فقط انسانيا بل ايضا اقتصاديا”.
وقال:”لبنان الأغنى بموروثه الأثري والأميز بموروثه التراثي المادي وغير المادي، وتمتعه بروح التعاون والتآخي والمحبة ببن افراده رغم كل الظروف. وما لمسته اليوم ولقائي مع اشخاص تعاونت معهم منذ 25 سنة يؤكد كلامي، وهذه ميزة لبنان الذي كغيره من البلدان قد شهد ظروفا صعبة، ولكن يبقى التصدي من خلال قدراتنا الشخصية واعادة احياء موروثاتنا والاستفادة منها، وليس الانتظار مثلا لحين استخراج الغاز الموجود في البحر لانه حتى الان “سمك في البحر” كما يقال، فان حصل واستخرجنا الغاز “نور عل نور” ولحين حصول ذلك علينا استغلال قدراتنا الشخصية والاستفادة منها” .
وختم :”ما رأيناه اليوم جميل، واتمنى ان نرى وعلى مدى اوسع مما تنتجه هذه القرية، في معرض خاص في قصر الاونيسكو في حضور وزراء الصناعة والسياحة والاقتصاد والزراعة لما يعود بالفائدة والمنفعة العامة على الجميع”.
من جهته، شكر بدر حسون للمرتضى زيارته القرية وجال معه في ارجائها، شارحا آلية سير العمل وتاريخ بدايته في مهنة صناعة الصابون وحرفيتها الى جانب انتقاله من خان الصابون في مدينة طرابلس الى القرية البيئية في الكورة، وكيفية تأمينه المواد الاولية لمنتوجاته من النباتات التي يزرعها في محيط القرية ومن بلدة عاصون الجبلية، اضافة الى توزيع وترويج ما يصنع داخل لبنان وخارجه والصعوبات التي يواجهها .
اما امير حسون فشكر كل من ساهم ويساهم في دعم الصناعة الحرفية ويعمل على تطويرها وتحسينها ومنها صناعة الصابون في قرية حسون “التي تعتبر جزءا من موروثنا الثقافي حيث غزت الاسواق العالمية ونفخر بانها من المنتوجات اللبنانية المميزة” .