فيلم “1982” يُعرض في أميركا في ذكرى الإجتياح الاسرائيلي للبنان
بعد مرور 40 عاماً على الاجتياح الإسرائيلي للبنان، ها هو الفيلم الروائي الطويل “1982” للمخرج وليد موّنس الذي يستعيد فيه بعض تفاصيل العدوان والقصف الجوي ضدّ المدنيين اللبنانيين، يستكمل رحلته ويُعرض في أميركا الشمالية والجنوبية بعد أوروبا ليؤكّد أنّ هذا التاريخ لن يغيب أبداً عن ذاكرة اللبنانيين.
ففي العاشر من حزيران/ يونيو سيفتتح في الفيلم في مدينة نيويورك وكذلك في تايوان، أي بالتزامن مع الذكرى الأربعين للاجتاح الإسرائيلي للبنان. ومن ثم سيفتتح في لوس أنجلوس في 24 حزيران/ يونيو، ومن بعدها في العديد من المدن الأميركية.
وكان قد عُرض مؤخراً في الصالات البرازيلية في 2 حزيران/ يونيو، بحضور المخرج وليد موّنس والمنتج اللبناني البرازيلي للفيلم خورخي تقلا والموزع البرازيلي إستوديو اسكرالاتي. كما حضرت العرض الأول في 30 أيار/ مايو سعادة سفيرة لبنان في البرازيل كارلا جزار. إضافةً إلى أنه تمّ عرضه في عدد من مدن المكسيك ابتداءً من 26 أيار/ مايو الماضي.
وكان فيلم “1982” قد جال العديد من المدن الفرنسية منها: باريس، ليون، مارساي ونيس.
ويقول المخرج وليد موّنس: “على الرغم من أن جائحة كورونا خلال الأعوام الماضية أثرت على مسار الفيلم، وجد “1982” طريقه إلى صالات العرض السينمائية في أمريكا الشمالية والجنوبية، حتى أنه تمّ عرضه في بلدان أخرى لأن الناس يؤمنون بالفيلم وبمضمونه”. وأضاف: “حتى الآن لاقى الفيلم استحسان الجماهير والنقاد على حدّ سواء”.
واستطرد موّنس: “رغم فرحي بالنجاح العالمي، إلا أن الشيء الوحيد الذي يفطر قلبي هو أن الفيلم لم يُعرض كما يجب في الصالات اللبنانية بسبب كورونا؛ وبما أنه متوفر على Netflix في الشرق الأوسط، لذا الصالات اللبنانية ترفض إعادة عرضه من جديد”.
فيلم “1982” الروائي الطويل، هو من إنتاج شركة “أبوط برودكشن” وبطولة المخرجة والممثلة اللبنانية نادين لبكي، ورودريك سليمان، وعدد كبير من الأطفال، ومنهم شخصية البطل “وسام”، الطالب بالمدرسة، والذي يحاول البوح بحبه لحبيبته الطالبة معه الصفّ نفسه. ولكن يقع القصف وتتأثر المدرسة ويحدث ارتباك كبير بين الجميع، ليعكس العمل مشاهد الخوف والإحباط وصدمة التلاميذ ومدرسيهم.
من منطلق أن الأفلام تتحدث عن الذاكرة والأزمات وأن العودة إلى التاريخ وإلقاء نظرة سريعة على صفحاته من شأنها أن تزودنا بدروس تخوّلنا عدم الوقوع في الأخطاء نفسها، يؤكد مخرج العمل وليد موّنس أن الفيلم يحكي قصته الشخصية، في اليوم المدرسي الأخير الذي عاشه في لبنان قبل هجرته منه. وعندما تنبه إلى أن أحداً لم يتناول هذه الفترة في عمل سينمائي قرر ترجمتها بكاميرته كون هذا التاريخ يحفر في ذاكرته منذ كان صغيراً.
واختار المخرج موّنس سرد تأثير القصف الجوي الإسرائيلي على المدنيين اللبنانيين ليكون موضوع أول أفلامه الروائية، والذي عُرض في الكثير من المهرجانات وحصد العديد من الجوائز منها: جائزة الشباب في “مهرجان كان” عام 2021 وجائزة NETPAC في مهرجان تورونتو السينمائي الدولي عام 2019 وجائزة “لجنة تحكيم الطلاب” في الدورة الثامنة من مهرجان “حرب على الشاشة” السينمائي الدولي عام 2019 وجائزة أفضل فيلم آسيوي في مهرجان تورنتو وأفضل فيلم سينمائي في مهرجان الموركس دور عام 2021 وجائزة النقاد الدولية في مهرجان الجونة السينمائي بمصر، كما اختير الفيلم ليمثل لبنان عن فئة أفضل فيلم روائي دولي طويل في حفل توزيع جوائز الأوسكار لعام 2020.