تُعتبر الفنانة التشكيلية مونة الهمشي، واحدة من الفنانات التشكيليات المغربيات اللواتي أجدن الالتصاق بالمكان، وأجادت نقل تراث بلدها الجميل وكل ما يتعلق بعلم النفس في لوحاتها، رسمت الوجوه المختلفة، وعززت لوحاتها بألوان مدهشة، ما جعل أعمالها محل تقدير وإعجاب من طرف معجبيها، حضور فني وإبداعي أكسبها خصوصية الانتماء لبيئتها ونقل كل ما يتعلق بالمشاعر والأحاسيس إلى أجيال المستقبل.
بمدينة الدار البيضاء ولدت وترعرعت الفنانة التشكيلية مونة الهمشي، فنانة تشبعت بلغة الألوان منذ طفولتها وأناملها رسمت بورتريهات جميلة وذات دلالات عميقة، تنقلك فرشاتها إلى عالم الجمال، وإلى ما يدور في خيالها وما تحس به من مشاعر، فهي صاحبة ريشة ناعمة وإحساس مرهف، فهي تتمتع برومانسية لأبعد درجة، تغوص في عالمها الخاص بين الألوان وفرشاتها بحثا عن مدينة وردية تخلو من المشاكل لأنها تعشق السلام والحب والحياة الهادئة، هكذا تترجم الفنانة التشكيلية مونة الهمشي لوحاتها، فبرغم قساوة الحياة إلا أنها تحاول أن تبرز الجانب المشرق والمبهج في حياتنا.
تقول مونة الهمشي: ” صقلت موهبتي بدراسة الفنون بمدرسة الفنون الجميلة بالدار البيضاء، على أيدي أساتذة أكفاء، ولا أنسى كذلك فضل عائلتي في صقل موهبتي وأخص بالذكر والدي رحمة الله عليه، ووالدتي أطال الله في عمرها، حيث كان لها الأثر الكبير في مساري العملي والفني، فقد كنت أتلقى منهما دائما الملاحظات والتشجيع، ما يحثني دائما على الاستمرار في مسيرتي الفنية فشكرا لهما من القلب “.
وتضيف: « لقد وجدت في الفن التشكيلي الوسيلة الأكثر ملاءمة مع شخصيتي، إذ أعشق حد الجنون هذا الفن الأصيل الذي سحرني بجماله وبعوالمه الممتعة، فهو يمنحني لذة استثنائية وسعادة كبيرة خصوصا عندما أكون في مرسمي، فأنا لا يمكن أن أحيا بدون رسم وإبداع، فعندما أكون أمام اللوحة، يعطيني الانطباع بأنني أمام شيء أحبه بلا نهاية، حيث تشكل كل لوحة أرسمها قصة من قصصي المتنوعة والمتعددة في الحياة.
هكذا أصبحت أعمال الفنانة مونة الهمشي، ذات خصوصية من خلال استخدامها اللون الأسود والرمادي والأزرق كأرضية لتكوينات عناصرها الفنية، ومع أن التجربة ليست جديدة إلا أن استمرارها على هذا النهج واختيارها لهذه الألوان جعلها تنفرد وبشكل قوي في التعامل مع هذا الأسلوب من تشكيل عملها بشكل ناجح.
تبقى الفنانة مونة الهمشي، متألقة ونشيطة في رسم اللوحات الجميلة، مبدعة ومتحمسة للعزف على وتر اللون، معتمدة على ألوان الحياة الهادئة، أعمالها الفنية تستوجب الوقوف والتأمل، طبعا بهذا الإبداع الرائع ستسافر برسوماتها في أمكنة بعيدة من بقاع العالم.