كُشف النقاب أخيرا عن الفيلم الوثائقي “ساروق الحديد- العصر الحديدي في دبي” الذي يسلط الضوء على قصة اكتشاف الموقع الأثري الذي وُجد فيه الخاتم الذي استوحي منه شعار إكسبو 2020 دبي، والذي اتضح أنه كان يمثل المركز التجاري للمدينة في غابر الزمان، ومن المقرر إقامة العرض الافتتاحي الأول للفيلم يوم الأحد 28 نوفمبر، بينما سيكون الفيلم متاحا للعرض أمام الجمهور العام، اعتبارا من يوم الإثنين 29 نوفمبر، عبر المنصة الافتراضية لإكسبو 2020 دبي، ثم لاحقا على قناة ديسكفري وقناة أبوظبي وقناة دبي.
يوثق فيلم “ساروق الحديد.. العصر الحديدي في دبي”، والذي تبلغ مدته 30 دقيقة، قصة اكتشاف صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، لموقع “ساروق الحديد” الأثري والذي يُعد في الوقت الحاضر من أكثر الاكتشافات التاريخية القيّمة لدى إمارة دبي. وكانت قصة هذا الاكتشاف قد بدأت عندما لمح صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، من على متن طائرة هليكوبتر، آلافا من الصخور السوداء، تنتشر على الكثبان الرملية، وبدا له في حينها أن تلك التشكيلات الصخرية ليست من صنع الطبيعة وإنما من صنع البشر.
عندها بدأ علماء الآثار بالتنقيب في هذا الموقع، فجدوا حلقة دائرية ذات تصميم معقد، وهي نفس الحلقة التي استُلهم منها تصميم شعار إكسبو 2020 فيما بعد، في إشارة إلى أن الحدث الدولي يمثل حلقة وصل تربط بين ماضي الإمارات التليد ومستقبلها المشرق الذي ساهم هذا التاريخ العريق في صياغته.
وقالت منال البيات، الرئيس التنفيذي للمشاركة، إكسبو 2020 دبي: “تربط قصة ساروق الحديد ماضي إمارة دبي العريق بمستقبلها المثير والمبتكر، كما تُظهر كيف يمكن لتضافر جهود جميع البشر على مر العصور أن يُسهم في خلق شيء ساحر للغاية، وهذه هي رسالة إكسبو 2020، ومن هذا المنطلق وبمساعدة هذا الفيلم الوثائقي الرائع، سيتمكن الناس في جميع أنحاء العالم، ومن ثقافات مختلفة، من الاستمتاع بالفيلم والتعرف على الجوهر الكامن وراء هوية إكسبو 2020 دبي، حتى بعد سنوات عدة من إسدال الستار على فعاليات الحدث الدولي”.
وتابعت: “يستعرض الفيلم الوثائقي أيضا، الجهود الحثيثة التي تبذلها إمارة دبي ودولة الإمارات العربية المتحدة ككل، للمحافظة على مواقعنا الأثرية القديمة، كما يُبين بأن الحفاظ على التاريخ العريق والنابض بالحياة لدولة الإمارات من شأنه أن يُتيح لنا التعلم من ماضينا، كما أنه سيمكّننا من بناء مستقبل أفضل وأكثر إشراقا للجميع”.
جاء الفيلم الوثائقي المرتقب كنتيجة طبيعية للتعاون الوثيق بين كل من إكسبو 2020 دبي، وإيمج نيشن وأتلانتيك برودكشنز، وتم عرضه للمرة الأولى ضمن فعالية خاصة نُظمت على مدرج تيرّا الذي يقع في جناح الاستدامة، بحضور كل من معالي نورة بنت محمد الكعبي، وزيرة الثقافة والشباب، وسعادة عمر غباش، مساعد وزير الخارجية والتعاون الدولي للشؤون الثقافية والدبلوماسية العامة، ولينا زيلينسكايت، مخرجة فيلم ساروق الحديد، والدكتورة حياة شمس الدين، نائب رئيس أول، الأجنحة والمعارض في إكسبو، إكسبو 2020 دبي، بالإضافة إلى ضيوف من متحف ساروق الحديد.
قالت لينا زيلينسكايت: “عندما نفكر في الحضارات العظيمة القديمة، تتجه أذهاننا على الفور صوب مصر وبلاد ما بين النهرين واليونان، ومن الأمور التي وجدتها مجزية بشكل لا يصدق خلال العمل على هذا المشروع، هو تمكننا من إظهار مدى الثراء الذي يزخر به العالم القديم والتنوع الكبير الذي ينطوي عليه، بصورة أكبر بكثير مما يعتقده معظم الناس، ناهيك أيضا عن وجود مراكز ثقافية متعددة، وحضارات رئيسة مختلفة، كانت تعد في ذلك الوقت مركزا للنشاط الثقافي والتبادل التجاري.”
ويُركز الفيلم الوثائقي أيضا، إلى جانب تسليطه الضوء على استكشاف العلاقة القائمة بين أصالة المنطقة التاريخية وبين إكسبو 2020 دبي، على فترة العصر الحديدي في الإمارة، وعلى أعمال التنقيب التي لاتزال تجري في موقع ساروق الحديد، بالإضافة إلى القطع الأثرية الفريدة التي تم اكتشافها، والمعروضة حاليا في متحف ساروق الحديد في دبي.