صدر حديثًا رواية «أحلام الروح» للكاتب محمد بكرى السيد،وذلك للمشاركة بها في الدورة الـ 53 من معرض القاهرة الدولي للكتاب، المقرر إقامتها نهاية يناير المقبل بأرض المعارض بالتجمع الخامس.
تدور أحداث رواية «أحلام الروح» حول مناظرة تخييلية حافلة بالتقاطعات الذهنية والحسية، المباشرة والمجازية، بين كونين إنسانيين متباعدين في الظاهر، ومتساندين في العمق الخفي والأحلام.
ويعيش بطل الراوية حول بحث أثري أخذ قسطا وافرا من سنوات عمره في البحث عن هياكل الديناصورات المنقرضة فى جزيرة مهجورة ، بعد أن قضى سنوات طويلة من النضال في صفوف طلاب العلم والمعرفة الجذري داخل الجامعة، أفضت به، شأن جلّ رفاقه.
هكذا يتقاطع المساران الروائيان عبر جناس لفظي بين “الديصور و” الديناصور”، الكائنان العملاقان المنقرضان، والراسخان في نسغ الوجود، والمتحكمان في خيط الروح المستتر لتحوّلات الواقع الماثل وأقداره، ففي النهاية وبتعبير السارد المضيء:“ليس الماضي ما يكتشف ولا العصور الغابرة فحسب، وإنما الحاضر القريب منه والماثل، وأهمّ منه وفوق كل اعتبار، الذهن البشري الفاعل في الأحداث وما يجب أن تكون عليه الوقائع، لا ما هي الوقائع كما كانت وتكون التاريخ، كتابة الوقائع، مهما تكن مرجعياتها فهي تتضمن جزءا من إضافة وتأويل أو تحويل الكشف الأهم متمثل في ظاهرة اشتغال الذهن البشري، للتأليف بين الأسطورة والواقع.
وقال الكاتب محمد بكري السيد، أن الرواية مبنيه على لعبة المناوبة بين فصول الحكايتين الواقعية التاريخية والفنتازيا الخيالية الأسطورية، بحيث تتخايل الأولى إلى الذهن بوصفها امتدادا للثانية وتأويلا لها؛ هكذا تتجلى حكاية الديصور بما هي سعي إلى تمثيل وضع الصعود الاجتماعي من التحت إلى الفوق، على نحو تبسيطي يقتصد في تمثيل التحولات الإنسانية، كشأن مختلف أساليب الحكي الشعبي، إلا أن وضع الحكاية في المبنى الروائي القائم على المناوبة بين الممكن والخارق، التاريخي والأسطوري، يخضعها لمنطق الحبكة التي تجعل التحول من القاع إلى القمة، مرتهنا لانتهازية النفس البشرية، واستعدادها الفطري لقلب ظهر المجنّ للقيم الأصلية، وتواؤمها التدريجي مع المحيط الجديد.
يشار أن معرض الكتاب في دورته الـ 53 تحل فيه اليونان ضيف شرف الدورة، وشخصيته الكاتب الكبير يحيى حقي، ويشهد إقامة العديد من الأنشطة والفعاليات المختلفة، التي تقام على هامشه، مع مراعاة كافة الإجراءات الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا.