لقاء تكريمي لروح القائد الكشفي جوزف ريشا في سيدة النجاة
بجو من الوفاء والتقدير والمحبة، أقام قدامى مفوضية البقاع في جمعية الكشاف اللبناني لقاءً تكريمياً لروح القائد جوزف ريشا في قاعة المطران اندره حداد في مطرانية سيدة النجاة بعد مرور ايام قليلة على وفاته.
حضر اللقاء رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران ابراهيم مخايل ابراهيم، رئيس بلدية زحلة المعلقة وتعنايل المهندس اسعد زغيب، نائب رئيس جمعية الكشاف اللبناني القائد ايلي سالم، ممثلون عن جمعية كشاف التربية الوطنية، الكشاف السرياني اللبناني، عائلة الفقيد وجمهور كبير من الأصدقاء والمحبين.
بداية اللقاء مع النشيد الوطني اللبناني عزفته فرقة موسيقى مفوضية البقاع في جمعية الكشاف اللبناني تلاه كلمة ترحيب صغيرة من القائدة ميراي حداد شماس فالصلاة الكشفية تلاها الحضور.
القائد الكشفي، المخرج جوزف شعنين كانت له كلمة استذكر فيها مسيرة طويلة مع القائد الراحل جوزف ريشا، بحلوها ومرّها، بالصعاب والتحديات التي واجهوها سوياً وصولاً الى تأسيس القائد جوزف فوج زحلة الرابع. واضاء شعنين على محطات وصفات طبعت مرحلة القائد جوزف ريشا حتى ايامه الأخيرة.
وعرض وثائقي خاص بالقائد جوزف ريشا يروي مختلف محطات حياته الكشفية.
وكان للمطران ابراهيم كلمة شكر فيها المنظمين واشاد بالمسيرة القيادية لجوزف ريشا ومما قال:
” الف شكر على الوثائقي الرائع من تحضير المخرج الشاعر جوزف شعنين الذي يعرف كيف يلمس التاريخ، الحاضر والماضي ويبني للمستقبل ايضاً تاريخاً في نفوس المستمعين.
تحية لروح قائدٍ كشاف ومحب للكشافة يستضيفنا اليوم في هذه القاعة، هو الراحل المطران اندره حداد. المطران اندره والقائد جوزف ريشا يجمعهما اليوم جامع مشترك وهو حياة السماء، حياة الراحة ومشاهدة وجه الله الذي لا يمكن ان يملّ الإنسان من رؤيته لأن السماء هي بالفعل تختصر بهذه المشاهدة الدائمة للوجه الإلهي.”
واضاف” احيي العائلة الكريمة، زوجة الفقيد وكما يقول المثل وراء كل رجل عظيم كانت امرأة عظيمة وما زالت، وكل الرفاق الذين تابعوا مسيرة القائد جوزف، سنوات طوال وهم يعلمون ان القيادة ليست شيئاً نكتسبه بالعلم، القيادة هي هبة وموهبة ونعمة وعطية من الله للإنسان تنمو معه، من البطن الى الطفولة والشباب و سائر مراحل العمر.
أحيي ايضاً كشفيّ قديم المهندس اسعد زغيب رئيس بلدية زحلة المعلقة وتعنايل، ويبدو ان زحلة هي مدينة كشفية بامتياز وهذا الأمر يترك صبغة او بصمة او علامة فارقة لمدينة بأكملها، تعرف معنى الإلتزام ومعنى التضحية وضبط النفس واختيار طريق الصلاح وطريق الحق.
تحية لقدامى جمعية الكشاف اللبناني وللمسؤولين الحاليين الحاضرين معنا ولفوج زحلة الرابع الذي اسسه الراحل جوزف ريشا. قد يعتقد البعض ان جوزف هو قائد بين مجموعة قادة، لكن جوزف ريشا لم يكن مجرّد قائد بل كان رمزاً للتفاني والإخلاص لقيم الكشافة. قاد وألهم جيلاً بعد جيل بروح العطاء والتضحية، كان يعلّم بذاته وليس فقط بالكلمة، كان يقود بمثله وروحه، كان دائماً مثالاً يحتذى به للشباب والمشرفين على حد سواء.”
وتابع سيادته” تجمعنا هذه اللحظة لنقدم لجوزف، القائد الذي غيّر حياة الكثير من الشباب، لهذه الروح لها كل التقدير منا وكل الإعتراف بأنه شخص لا يتكرر يستحق كل احترامنا وكل تقديرنا. كان لديه قدرة على توجيه الكشافة بحكمة والهام، هناك من يدلنا على الطريق لكن ينتهي بحائط مسدود، لكن القائد الحقيقي هو الذي يدلنا على الطريق التي توصلنا الى قمم النجاح.
هذا هو القائد الذي احببت ان اقف امامكم لأقول له، ولو كان بعد الموت، ليس اكسيوس واحدة، ليس مستحق مرة واحدة بل مستحق الآف المرات. كل التحية لروحه.”
بعد الكلمة قدّم المطران ابراهيم درعاً تقديرياً الى زوجة الراحل السيدة هند حريقة
القائدة ميراي حداد شماس القت كلمة اعطت فيها شهادة حياة عن مسيرتها الكشفية مع القائد جوزف ريشا فاعتبرته عرّابها الروحي في الكشفية وملهمها وقائدها الذي عرف بصلابته وتفانيه في خدمة الغير، كما استذكرت الراحلين من قادة فوج زحلة الرابع.
نائب رئيس جمعية الكشاف اللبناني القائد ايلي سالم كانت له كلمة نوّه فيها بمسيرة قائد متميز طبع زمانه بالمحبة والتضحية والإخلاص ومما قال:
” يشرفني ان اقف اليوم ممثلاً جمعية الكشاف اللبناني التي احبها القائد جوزف وعمل لها مخلصاً و اعطاها من فكره ووقته لسنوات طوال.
لقد اقتصرت معرفتي بالقائد جوزف على اللقاء في بعض المناسبات الإجتماعية والكشفية، ولم يساعدني الحظ للعمل معاً وعن قرب لكن كما يقول الكتاب المقدس ” من ثمارهم تعرفونهم”.”
واضاف” لقد عرفت القائد جوزف من خلال نظرات الحب والإحترام من كل من تتلمذ على يديه، قائداً ومربياً، ومن خلال الزرع الذي غرسه فأثمر افواجاً كشفية ناجحة، وقادة مبدعين خدموا كشّافيهم ومجتمعهم بصدق وتفانٍ.
كذلك عرفت القائد جوزف من خلال الأثر الطيب والصيت العطر الذي تركهه في نفوس كل خالطه والتقاه، فكان في ذلك قدوة حسنة والمثال الأعلى لأجيال من الكشافين.”
واردف” ونحن اذ نودع علماً آخر من القادة الأوائل في جمعية الكشاف اللبناني، نجدد تعهدنا بأن نكمل المسيرة التي بدأها قادتنا الكبار في مجالات الخدمة العامة ورعاية الأجيال الطالعة. انه حقاً لأرث غالٍ ونحن نعمل جاهدين لأن نكون عند حسن ظن القائد جوزف ورفاقه وهم ينظرون الينا من عليائهم.”
وختم” نردد مع المرتلين ” فليكن ذكره مؤبداً” خالداً في ذاكرة الله ووجدان كل من عرف القائد جوزف وأحبه .”
كلمة العائلة القتها ابنة الفقيد ميراي ريشا كفروني قالت فيها :
“ أحباء القائد جوزف ريشا .
اسمحوا لي أشكركم من اعماق اعماق قلبي ، باسمي وباسم العائلة، وشكر خاص لكل شخص تعب وساهم في التحضير لهذا التكريم الرائع .
كانت فترة صعبة مررنا بها جميعاً ، لكن دعمكم وتكريمكم ووقفتكم المميزة معنا أثّروا فينا كثيراً.نحن ممتنون لكم على كل الجهود التي بذلتموها في يوم وداعه كان فعلاً وداع يليق به.
دعمكم واهتمامكم ، عزّونا واعطونا القوة لتحمل حزن الفراق.”
واضافت” ابي،عامود بيتنا. معك فتحت عينيي على دنيا مليئة بالإحترام والكرامة، بالهيبة والأخلاق والعنفوان والإلتزام والعطاء المجاني. استاذ يحترم المبادئ، محب للحياة، كشفي مستعد، لعب دور فعّال في المجتمع، والأهم انه كان اباً مميزاً يُرفع الرأس به، وزوجاً وسنداً وحبيباً للوالدة.
ابي، كلامك كان قليلاً ، لكن عيناك كانتا تتكلمان عن إيمان وخضوع لمشيئة الرب وعن افتخارك بدينك بوطنك وعائلتك، ببناتك وأحفادك واقرابائك وأصحابك وأكيد كشافك .
الكشاف لديه كان شغفاً، وتالذين يعرفونه جيداً يعلمون انه كان يضع شعار الكشاف ايقونة على صدره لآخر لحظة من حياته. ربّانا على قيم الكشفية في المنزل، وكان يقول لنا ان الكشاف مدرسة تعلّم المسؤولية والإتكال على الذات، ومن يتخرّج منها هو انسان مُلهِم مختلف عن غيره بتصرفاته وحبه لربّه، للطبيعة والمغامرة وخدمة الوطن والإنسان والمجتمع.”
وتابعت” ابي، غيابك ترك فراغاً كبيراً لا يعوّض، لكن عندما اشتاق اليك سأضع يدي على قلبي واغمض عيني لأني اعرف انك موجود هناك، صحيح انك انتقلت الى عالم افضل لكلنك ستبقى تعيش في قلوبنا وقلوب الذين احبوك.
وكما يقول المثل ” اللي خلّف ما مات” انتم ايضاً بمثابة اولاد القائد جوزق ريشا، تكملون المشوار وتستمرون بإحياء روحه من خلال تكملة ما بدأ به ومواصلتكم تطوير المسيرة النبيلة.”
وختمت ” اتوجه بالشكر الى سيادة المطران ابراهيم ابراهيم على حضوره ومشاركته في التكريم والى وجميع الآباء الكرام والاخوات الراهبات الفاضلات، الى حضرة رئيس بلدية زحلة، تحية كشفية لجمعية الكشاف اللبناني والى رفاق الوالد قدامى مفوضية البقاع وللفوج الرابع نائب رئيس جمعية الكشاف اللبناني، شكر خاص لتلفزيون زحلة ، والشكر الكبير لمسعفي الصليب الاحمر.
وأخيرا باسمي واسم عائلتي اشكر كل الحضور الذي احب مشاركتنا هذا التكريم.
وفي ختام اللقاء اقيمت صلاة النياحة لراحة نفس القائد الراحل جوزف ريشا وانشد الكشفيون انشودة الوداع
تخلل اللقاء مشاركة فنية من كورال عنقود الذي انشد ترنيمة “اعطنا ربي” بقيادة روزي غرة، ومشاركة اخرة من السيدة ميرا بعبداتي صدقة من جوقة وتر والتي ادت اغنيات السيدة فيروز “ساعدني” و” قصيدة لبنان”، ومشاركة من الفرقة الموسيقية التابعة لمفوضية البقاع لجمعية الكشاف اللبناني التي عزفت اناشيد نحن الشباب، موطني والفخر في بلادنا.