هل انتهى “عصر فرنسا الإفريقية”؟
د. ليون سيوفي
باحث وكاتب سياسي
بعد ستة عقود من الاستعمار الفرنسي غير المباشر للعديد من الدول الإفريقية، بدأت رياح التغيير تعصف بأزلية العلاقة بين العديد من البلاد الإفريقية وفرنسا، وتتحرك الرمال تحت أقدام الفرنسيين وسط جيل جديد، يرى في فرنسا سارقة لموارده وثرواته ومتحكمة في مستقبله السياسي. حيث تزداد هذه الدول الإفريقية فقرًا لصالح رفاهية الشعب الفرنسي، وترتبط هذه الدول ارتباطاً وثيقاً بفرنسا، سياسياً واقتصادياً وثقافياً. وتضع البلدان الإفريقية التابعة لفرنسا أكثر من 85% من مداخيلها تحت رقابة البنك المركزي الفرنسي، وكانت تضخ 50% من احتياطيها إلى باريس.
وخرجت في الأسابيع الماضية تظاهرات شعبية في كل من مالي والنيجر وتشاد وبوركينافاسو، ترفض المقاربة الفرنسية في التعامل مع دولهم.
وتبعتها لاحقاً الجزائر التي تشهد اضطراباً في العلاقة مع باريس وتتجه إلى شراكات اقتصادية مع دولٍ أخرى مثل إيطاليا. كما أنه ليس بمقدور فرنسا أن تجاري قوة المتنافسين الدوليين وما يقدمونه من مكاسب، لا على صعيد الإمكانيات الاقتصادية الصينية التي تضخ مئات المليارات من الدولارات في البنى التحتية والاستثمارات الزراعية والصناعية التي تحتاجها افريقيا، ولا عبر مقارعة النفوذ السياسي والأمني الروسي، ولا الثقافي التركي، لذا يرى جيل جديد من الأفارقة بأنه ليس من المقبول السير فى اتجاهٍ واحد في عالمٍ يتغير، باستمرار التعاون مع فرنسا، الذي أصبح لا قيمة له، لتجد فرنسا نفسها أمام معطى جديد.
ضربات متتالية تتلقاها فرنسا في القارة السمراء
الانقلابيون يشكّلون ضربة جديدة للسياسة الفرنسية المتراجعة في العمق الأفريقي، في ظلّ تدهور علاقات باريس مع عدد من الدول الأفريقية، خصوصاً تلك الواقعة في غرب القارة، والتي تشهد مشكلات أمنية واسعة النطاق. ولا تعاني باريس فقط من ملء موسكو فراغها في الدول الأفريقية، بل أيضاً من أنّ حلفاءها في المعسكر الغربي، خصوصاً الأميركيين، يحافظون على تواصلهم مع السلطات الشرعية في نيامي ومع الانقلابيين.
وهكذا بعد طرد قواتها من عدة دول.. فرنسا تعلن تخفيض عديد عسكرييها في أفريقيا لكن السؤال هل وجدت فرنسا لبنان بنفطه وغازه بديلاً عن هذه الدول
وستحاول استعماره من جديد ؟
هل سيناريو مايحدث في افريقيا بعدة دول وكان آخرها في الجابون سيحدث مع دولٍ أخرى فى المنطقة قريبا؟؟؟