يُعدّ الفنان التشكيلي المغربي البشير المسناني، واحدا من أهم المبدعين المغاربة، فنان شاب، حبه الأول هو الفن التشكيلي، فهو يمثل مفهوما فنيا مختلفا عن جميع معاصريه، لكن منجزاته الفنية تعبر عن نفس الجمال العميق في لوحاته التي أنجبها في مسقط رأسه مدينة أصيلة الجميلة، التي ولد وترعرع في أزقتها، فقد كان لها الأثر الكبير في حبه لهذا الفن الأصيل، حيث رسم طبيعة تلك المنطقة الجميلة، وفي لوحات أخرى عبر فيها عن الجمال بصفة عامة.
البشير المسناني، فنان تشكيلي بالفطرة، عصامي التكوين، من عائلة عاشقة للفن أبا عن جد، كما كان لوالده وأخيه الأكبر الفضل في تشجيعه واجتهاده لمواصلة الطريق، ثابر البشير واعتمد على نفسه في تعلم مبادئ الفنون التشكيلية إلى أن أصبح اليوم فنانا مهووسا ويمارس الرسم بشتى ألوانه، حيث مر بمجموعة من المدارس التشكيلية إلى أن وجد ضالته في فن التجريد، شارك في مجموعة من المعارض الجماعية الوطنية وحاز على شواهد وجوائز قيمة تقديرا لإبداعه.
للفنان البشير المسناني، أسلوب متفرد جدا في رسم الجمال والطبيعة، وقد حظي بإعجاب العديد من الفنانين والمتتبعين، فهو يتدفق حيوية وعنفوانا، كما أنه إطلالة مضيئة في تاريخ الفن التشكيلي المغربي الحديث، فهو جدير بالعطاء والاهتمام نحو تقدم ورقي الحركة الفنية التشكيلية المغربية، فقد انتهج طريقا جادا في الإبداع والجمال والتعبير الوجداني نحو مغرب فني وثقافي جديد.
تتميز لوحات الفنان البشير، بالرموز الحية الرائعة البعيدة عن الغموض والجمود والفبركة، فهي بسيطة ومميزة، كما نلاحظ عليها غلبة الضربات اللونية الفاتحة بالإضافة إلى ألوان البهجة، وهذا ما يبدو للمتلقي حين يقف أمام لوحاته مشدوها ومبهورا من جمال اللوحة، فهي تحمل تعبيرات واضحة المعالم من خلال شخوصه الجميلة، فالطبيعة بالنسبة له عالما لا يمكن الاستغناء أو الابتعاد عنه، مما ينقل إليك شعور بأن لوحاته ما هي إلا صور فوتوغرافية ملتقطة من كاميرا تصوير بالغة الدقة، ولكن تتضح أن هذه الصور مرسومة بأنامله الذهبية.
إن إصرار الفنان البشير المسناني، على التحدي من أجل إبداعه يأتي من حبه وعشقه ليس للحياة فحسب، بل إنما لفنه الذي يجسده من خلال لوحاته التشكيلية، كما أن إصراره وتواصله في تقديم لوحاته الجميلة بالألوان تتحدى الواقع ليعلن من خلالها أن الفن والابداع لايمكن أن يتوقفا مهما حاولت الظروف تعطيلها.
يقول البشر المسناني: “أنا لا أرسم من أجل وجهة نظري، بل أرسم كما أتنفس، عندما أرسم أشعر أنني أتنقل من مكان إلى مكان، فاللوحة الفنية مثل المرأة التي أقدرها وأحترمها، لوحة مليئة بالحب والتفاؤل وينبغي أن لاتكون شكلية بل لابد أن تحمل مضامين فنية سامية، فالموهبة في الإبداع مقومات أساسية للعمل الناجح، فأنا أرسم لأن الرسم تعبير وعشق، والعشق صفة من صفات الفن التشكيلي الأصيل.
الفنان البشير المسناني، يستمر في العطاء ويخوض أغوار الرسم ويستمتع بكل لحظة يعيشها مع عمله للبحث عن نقلة أخرى في نطاق بصمته التي عُرفَ بها، وبالتأكيد ستكون هناك نقلات أخرى الأيام كفيلة بها لتظهر على سطح الساحة التشكيلية الوطنية والدولية وبقناعة تامة، فهو لن يقدم شيئا غير مقتنع به، كما ستبقى أعماله تستند إلى روح الفن الجميل وشاهدة على كفاءته كمبدع خرج من دروب مدينة أصيلة.