ليون سيوفي
من المعروف أنه لا يوجد علاقات بين إسرائيل ولبنان من الناحية الاجتماعية والاقتصادية أو الدبلوماسية، لكن لبنان كان أول بلد عربي رغب بتوقيع معاهدة هدنة مع إسرائيل عام 1949 وعمل حينها اتفاقية تحت اسم الهدنة اللبنانية – الإسرائيلية آنذاك ذات أهمية في البعدَين الإقليمي الدولي. واستمرت الاتفاقية منذ توقيعها ولغاية العام 1967، نظامًا فعّالًا لمراقبة الأمن في منطقة الحدود بين “لبنان” و”إسرائيل”. لكنّ حرب 1967 دفعت بـ”إسرائيل” إلى إعلان تخلّيها عنها وعن النظام الذي أنشأته تلك الاتفاقية الدولية، مخالفةً في ذلك مبادئ وقواعد القانون الدولي المستقرة المتعلقة بالتعامل بين الدول، والالتزامات التي ترتبها الاتفاقيات الدولية.
حتى تم تسليم لبنان حقل كاريش على أنه يقع ضمن الأراضي الإسرائيلية لا يعني فقط بدء ضخّ الغاز وتصديره إلى أوروبا فحسب، وإنما الدفع لبدء عملية تطبيع على الأرض، وتخلي لبنان عن مورد طبيعي، هو في أمسّ الحاجة إليه، والتسليم بالسيادة على أراضٍ لبنانية لإسرائيل، فلا يهم إذا اعتبر لبنان رسمياً إسرائيل عدواً، بل المهم أن يتخلى لبنان عن سيادته عن حدوده المائية وثرواته، ما يفتح باب التنازلات السياسية تنفيذاً لشروط أميركية تخدم دمج إسرائيل في المنطقة وتُضعِف النفوذ الإيراني ..
وتطبيع العلاقات بين البلدين يشير إلى «جعل العلاقات طبيعية» بعد فترة من التوتر أو القطيعة، حيث تعود العلاقة طبيعية وكأنه لم يكن هناك خلاف أو قطيعة سابقة.
هل هذا التنازل الذي حصل له علاقة بانتخاب الرئيس الجديد؟
هل المطلوب أن يجدوا رئيساً مستعداً أن يخطو هذه الخطوة ويوقّع اتفاقية السلام مع الكيان الاسرائيلي لتوافق عليه الدول النافذة التي تفرض وجودها في المنطقة ويسمون الرئيس حسب ما يرغبون…
من سيكون الرئيس يا ترى أسوة بالسادات؟