بقلم د – خالد السلامي
في عالم يتسارع فيه التغيير والتطور التكنولوجي، يمكن أن يكون من السهل تجاهل أو نسيان العادات والتقاليد التي شكلت جزءًا كبيرًا من هويتنا الثقافية والاجتماعية. ولكن، هل يجب أن نتجاهل هذه العادات والتقاليد؟ أم أن هناك قيمة في الحفاظ عليها للمستقبل؟
إن العادات والتقاليد تشكل جزءًا أساسيًا من هويتنا الثقافية. إنها تربطنا بأجيالنا السابقة وتعطينا إحساسًا بالانتماء والتواصل مع الماضي. من خلال الحفاظ على هذه العادات والتقاليد، نحن نحافظ على هذه الروابط ونضمن أن تاريخنا وثقافتنا يتم تمريرها إلى الأجيال القادمة.
العادات والتقاليد تعزز هويتنا الثقافية وتعطينا إحساسًا بالغرض والاتجاه. إنها تعطينا إحساسًا بالمشاركة في مجتمع أكبر وتساعدنا على فهم مكاننا في العالم. الحفاظ على هذه العادات والتقاليد يعزز هذه الهوية ويساعدنا على البقاء متصلين بجذورنا.
العادات والتقاليد تعطينا فرصة للتعلم من الماضي. من خلال فهم الطرق التي عاش بها أجدادنا والقيم التي احترموها، يمكننا تعلم الدروس التي يمكن أن تساعدنا في التعامل مع التحديات الحالية والمستقبلية. الحفاظ على هذه العادات والتقاليد يعني الحفاظ على هذا الرابط الحيوي مع الماضي.
إن التنازل عن العادات والتقاليد يمكن أن يكون خطيرًا، حيث يمكن أن يؤدي إلى فقدان الهوية الثقافية والاجتماعية. العادات والتقاليد تشكل جزءًا أساسيًا من هويتنا وتعطينا إحساسًا بالانتماء والاتصال بالمجتمع،
لذلك عندما نتنازل عن هذه العادات والتقاليد، قد نفقد هذا الاتصال ونشعر بالتأرجح والضياع. إن الأفكار الشاذة والمستحدثة يمكن أن تشكل تحديًا للعادات والتقاليد. بينما يمكن أن يكون التغيير والتطور جيدًا في بعض الأحيان، يجب أن نكون حذرين من الأفكار التي تتضارب مع عاداتنا وتقاليدنا وتهدد بتقويض القيم والمعايير التي تشكل جزءًا أساسيًا من مجتمعاتنا. الحفاظ على العادات والتقاليد هو أيضًا طريقة للدفاع عن هويتنا ضد الأفكار الشاذة والمستحدثة، فحفاظنا على العادات والتقاليد هو حفاظ على هويتنا وحماية لمجتمعاتنا من الأفكار التي قد تكون ضارة أو مضللة.
دولة الإمارات العربية المتحدة هي مثال رائع على الدولة التي تهتم بالحفاظ على العادات والتقاليد. رغم التطور السـريع والتحديث الذي تشهده الدولة، إلا أنها تحافظ على تقاليدها وعاداتها الثقافية وتعتبرها جزءًا أساسيًا من هويتها الوطنية. كما تعتبر دولة الإمارات الحفاظ على العادات والتقاليد جزءًا حيويًا من التطور الذي تشهده. فهي ترى في تقاليدها وعاداتها الثقافية الأصلية مصدر فخر وهوية. وتعمل الدولة على تعزيز هذه العادات والتقاليد من خلال العديد من المبادرات والبرامج التعليمية والثقافية. كما تبذل دولة الإمارات جهود كبيرة للحفاظ على التراث الثقافي، مثل الرقصات الشعبية والموسيقى والفنون الحرفية. هذه الجهود تعكس التزام الإمارات بالحفاظ على الثقافة والتقاليد وتمريرها إلى الأجيال القادمة.
إن الحفاظ على العادات والتقاليد لا يعني فقط حماية الماضي، بل هو أيضًا عن بناء المستقبل. إنه يعزز هويتنا الثقافية، يربطنا بأجيالنا السابقة، ويعطينا فرصة للتعلم من ماضينا. بغض النظر عن سرعة التغيير في العالم، يبقى الحفاظ على العادات والتقاليد أمرًا أساسيًا لمستقبل مستدام ومتوازن.
المستشار الدكتور خالد السلامي – سفير السلام والنوايا الحسنة سفير التنمية رئيس مجلس إدارة جمعية أهالي ذوي الإعاقة رئيس مجلس ذوي الهمم والإعاقة الدولي في فرسان السلام عضو مجلس التطوع الدولي أفضل القادة الاجتماعيين في العالم لسنة 2021 عضو الامانه العامه للمركز الأوروبي لحقوق الإنسان والتعاون الدولي .