نظم جناح إيطاليا بالتعاون مع المجلس العالمي جلسة بعنوان ” التفكر من أجل الغذاء”، تزامنا مع أسبوع الغذاء والزراعة وسبل العيش في إكسبو 2020 دبي، وهو تاسع أسابيع الموضوعات التي ينظمها الحدث الدولي طوال فترة انعقاده في إطار برنامج الإنسان وكوكب الأرض.
حيث ناقش المتحدثون سبل تحقيق الأمن الغذائي، وكيفية تأثير عاداتنا الاستهلاكية على مستقبل توفير الطعام بينما نتصدى للتحدي المتمثل في استكشاف طعام جديد لإطعام الأعداد المتزايدة من سكان العالم في كوكبنا، والمخاوف العالمية بشأن المجاعة والتغذية والسمنة والأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي، التي باتت تلعب دورا في تحديد اختياراتنا الغذائية.
وفي كلمته الافتتاحية قال السيناتور ستيفانو بتوانيللي، وزير السياسات الزراعية والغذائية والغابات في إيطاليا: “يعد الطعام إرثا وتقليدا عند الشعوب، فالطعام يجمعنا بالفعل، وحينما نتحدث عن مشاكل الغذاء حول العالم يجب أن نعي بأننا نوجه حديثنا للأجيال الجديدة، التي ستكون هي صانعة القرار في المستقبل، لذا حان الوقت لإيجاد مصادر جديدة للطعام، وتبادل الأفكار فيما بيننا لإيجاد الحلول لتلك المشاكل الملحة التي يواجهها العالم فيما يخص الغذاء، وإكسبو 2020 دبي، أتاح الفرصة لنا اليوم لنجتمع وجها لوجه، بعد كل ما سببته جائحة كوفيد-19، وعلينا استغلال هذه الفرصة الثمينة لنصل إلى الحلول المثلى”.
وقال شارلي ماكونالوج، وزير الزراعة والغذاء والبحرية في أيرلندا: “أولا أحب أن أشكر مزارعينا ومنتجي الأغذية لدينا، فنحن نقوم بإنتاج وتصدير الغذاء الأكثر أمانا واستدامة، وبأعلى معايير الجودة، ولكن اليوم نواجه تحولا كبيرا، وهو ما يتطلب منا اتخاذ إجراءات جديدة لمواجهة تغير المناخ وفقدان التنوع البيولوجي والتأثيرات على الحياة الطبيعية”.
وأضاف: “نحن نضع التدابير لإجراء تخفيضات كبيرة في الانبعاثات الكربونية، مع الحفاظ على أعلى مستويات الجودة والأمان، وسيسهم قطاعنا في تحقيق الطموح الوطني للوصول إلى صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050، وتوضح لنا رؤية الغذاء 2030 كيف سنركز على إنشاء قطاع نباتي ذكي ومستدام بيئيًا، وسنعمل على تحسين القدرة التنافسية والإنتاجية للمنتجين الأوليين”.
وأشار أمين عمادي، استشاري منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة– سويسرا، إلى أهمية أن يبدأ الفرد بنفسه، وقال: “دوما نطلب من السياسيين وصناع القرار تغيير الأنظمة الغذائية، ولكن هل فكرنا أن نبدأ من أنفسنا، وأن ننظر إلى طريقة استهلاكنا للطعام، فعلى كل شخص اليوم أن يبدأ بتثقيف نفسه حول الطرق الأكثر استدامة لاستهلاك الطعام، والتفكير في عواقب تصرفاته على نفسه وعلى المجتمع”.
أما سيلسو موريتي، الرئيس التنفيذي لشركة “إمبرابا” في البرازيل فقال: “ركزنا في شركتنا كثيرًا على البحث والتطوير والابتكار في الزراعة وعلى الاستدامة، كما ركزنا على امتلاك التكنولوجيا والمعرفة، التي لن توفر فقط الغذاء لإطعام 10 مليار شخص في المستقبل القريب، ولكن من الممكن أيضا أن تحافظ على البيئة وتحميها، لذا فإننا نركز بشكل كبير على تطوير المعرفة العلمية التي ستساهم في الوصول إلى اقتصاد صفري الكربون”.
وأكد على أهمية ذلك كوانغ دينه، الرئيس التنفيذي لشركة “أوليفيتي” التابعة لمجموعة تي آي إم، قائلا: “تعد التكنولوجيا أمرًا حاسمًا للانتقال إلى مرحلة إنتاج واستهلاك أغذية أكثر استدامة، لذا يمكن لقوة البيانات دفع هذا التحول، عبر ربط البيانات بالذكاء الاصطناعي، فكل هذه المعلومات يمكن أن تساعد المزارع سواء كانت تابعة لشركة كبيرة أو لمزارع محلي صغير، على رفع كفاءة إنتاج الغذاء”.
وطرح الشيف العالمي كوكو رينارز، مشكلة تعد أساسية يواجهها المزارعون في مختلف أنحاء العالم، حيث قال: “لقد كنت سفيرا لبرنامج يختص بتعليم العائلات كيفية الطهي الجيد للطعام المغذي لمقاصف المدارس التي يديرها الآباء، حيث يحضرون الخضار للمشاركة من حدائق منازلهم الصغيرة، ولكن المشكلة هي عدم توفر الماء الكافي سواء لطهي الخضار أو لتنظيفها، وهذه مشكلة يواجهها القاطنون في المناطق الريفية، وبعض المدن الكبرى في أفريقيا، ليس لدينا ما يكفي من المياه، لذا من الجيد أن نضع كل هذا بعين الاعتبار”.