، القاهرة – في اليوم العالمي للإيدز، يُجدِّد المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط عزمه على مواجهة التحديات التي تؤدي إلى إصابات جديدة بفيروس العوز المناعي في الإقليم، وعلى الوصول إلى الذين يحتاجون خدمات اختبار فيروس العوز المناعي البشري وعلاجه.
وتهدف حملة اليوم العالمي للإيدز إلى تشجيع المعرَّضين لخطر الإصابة بالفيروس إلى إجراء الاختبار، وتدعو منظمة الصحة العالمية وبرنامج الأمم المتحدة المشتَرَك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز إلى تخصيص شهر لاختبار الكشف عن الفيروس. وفي رسالته بمناسبة اليوم العالمي للإيدز، قال الدكتور أحمد المنظري، مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط: «مع تخصيص هذا الشهر لاختبار فيروس العوز المناعي البشري، اسمحوا لي أن أجدد التزامنا بالقضاء على الإيدز بوصفه أحد تهديدات الصحة العامة بحلول عام 2030، وتحقيق رؤيتنا الإقليمية لتوفير الصحة للجميع وبالجميع».
فبعد أكثر من 40 سنة، لا يزال فيروس العوز المناعي البشري يحصد أرواح الناس. وبنهاية عام 2020، كان الفيروس سببًا في وفاة أكثر من 240000 شخص في إقليم شرق المتوسط. ويواجه الإقليم وباء فيروس العوز المناعي البشري الذي ينمو بوتيرة هي الأسرع مقارنةً بأي إقليم آخر من أقاليم المنظمة. ويعاني الإقليم أيضًا من المعدلات الدنيا لإتاحة خدمات الاختبار والعلاج. ولعل أحد الأسباب الرئيسية وراء ذلك هو ضعف فرص الحصول على التشخيص؛ فمن بين المصابين بفيروس العوز المناعي البشري في الإقليم، 40% فقط هم من يعلمون حالاتهم.
بالإضافة إلى ذلك، عطَّلت جائحة كوفيد-19 خدمات فيروس العوز المناعي البشري في بلدانٍ كثيرة، وهو ما أدى إلى إبطاء وتيرة الجهود الرامية إلى توسيع نطاق تشخيص الإصابة بالفيروس وعلاج المصابين به. وفي عام 2020، لم تُجرِ الدول الأعضاء سوى ثلث عدد اختبارات الكشف عن فيروس العوز المناعي البشري التي أجرتها في عام 2019، ومُنِيَت بانتكاساتٍ تلك البلدانُ التي حققت تقدمًا ملموسًا صوب الغايات المرجوة.
وأكد الدكتور المنظري ضرورة «أن يظل اختبار فيروس العوز المناعي البشري أولوية لجميع بلداننا حتى نسد الفجوة بسرعة. ويستطيع مَن يعلمون أنهم متعايشون مع الفيروس الحصولَ على الرعاية والعلاج الجيدين، حتى يتمكنوا من عيش حياة طبيعية وصحية». وأضاف قائلًا: «يجب أن تسترشد النُّهج التي نطبقها في مجال الاختبار بالسياق وطبيعة الأوبئة التي نتصدى لها».
وتركز الحملة الإقليمية لعام 2021 بمناسبة اليوم العالمي للإيدز على الاستفادة من منصات وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة موقع فيسبوك، لإرسال رسائل موجَّهة بهدف تعبئة المعرضين لخطر الإصابة بفيروس العوز المناعي البشري وتشجيعهم على الحصول على خدمات الاختبار في سرية وأمان. ويجب أن يُحال المتعايشون مع الفيروس لتلقِّي العلاج، فور تشخيص إصابتهم به.
وقال الدكتور المنظري: «القضاء على الإيدز بحلول عام 2030 أولوية عالمية ضمن أهداف التنمية المستدامة، وتنص عليه الرؤية الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية “الصحة للجميع وبالجميع”. ويأتي اليوم العالمي للإيدز ليذكِّرنا جميعًا بالتزامنا بأن نضع صحة الناس على رأس أولوياتنا، رغم التحديات الكثيرة التي نواجهها». وأضاف: «إن هذا اليوم يتيح لنا فرصة لاستعراض التقدم المحرز، والتحديات التي تعترض جهودنا للقضاء على وباء الإيدز».
وعلى الرغم من أن برامج الاختبار المجتمعية باتت تعمل في عدد متزايد من البلدان، لا تزال كل البلدان في حاجة إلى تقديم خدمات اختبار فيروس العوز المناعي البشري في بيئة لا يتعرض فيها الناس للوصم. فاختبار الفيروس وعلاجه ينقذان الأرواح، ومن ثم ينبغي إدراجهما في حُزم الخدمات الأساسية. وهو ما ينسجم مع التزاماتنا بتحقيق التغطية الصحية الشاملة، وعدم ترك أحد خلف الركب، وتوفير الصحة للجميع وبالجميع.