أعلن رئيس الجامعة الأميركية في بيروت (AUB) الدكتور فضلو خوري اليوم، أنه سيتم منح خمسة مكرّمين الشرف الأرفع الذي تقدّمه الجامعة وهو الدكتوراه الفخرية في الإنسانيات، في حفل تخرّجها الثالث والخمسين بعد المئة في التاسع من شهر حزيران المقبل، حيث تعود الجامعة الأميركية في بيروت إلى تقليدها السنوي بتكريم الباحثين والمبتكرين ومُجترحي التغيير، لقيادتهم وخدمتهم عبر مختلف المساعي البشرية.
وقال خوري، “مكرّمونا لهذا العام هم رموز مُلهمة للشجاعة والثبات والشغف. وهم يرمزون إلى إخلاص الجامعة الثابت لمهمتها وقِيَمها من خلال سعيهم للحقيقة والتعبير عنها والاستمرار في تسخير المعرفة من أجل تحسين حالة البشرية، على الرغم من كل التحديات.”
وداد بوشماوي هي زعيمة للسلام، ورُؤيوية، ومُحسنة حصلت على جائزة نوبل للسلام في العام ألفين وخمسة عشر. وهي أطلقت الحوار الوطني التونسي الذي وضع حلاً سلمياً للأزمة السياسية التي أعقبت ثورة العام ألفين وأحد عشر في تونس. ونقلت بوشماوي بلادها من حرب أهلية محتملة إلى ديمقراطية تعدّدية وشفافة وتعاونية، وقد اشتهرت بوشاموي بثباتها وعطاءاتها الحاسمة ودورها التاريخي والأسطوري في التفاوض مع مختلف الأطراف. وهي حصلت على جائزة أفضل سيدة أعمال في العالم العربي في العام ألفين وثلاثة عشر.
دانيال دينيت هو فيلسوف وعالم معرفي وأُستاذ استخدم العلم بطريقة مبتكرة كأساس لاستكشاف أكبر المفاهيم الفلسفية ومساءلة الفرضيّات. ويشتهر دينيت بكتاباته التأسيسية حول الوعي وطبيعة العقل البشري، لكنه قدّم مساهمات مهمة في الفهم المشترك للدين والتطور والذكاء الاصطناعي. وهو قد مزج الأساليب الصارمة للفلسفة التقليدية مع المجالات الناشئة لعلم الأعصاب وعلم النفس المعرفي وعلم الأحياء التطوّري.
منى حنا-عتيشة عالمة حائزة على جوائز وناشطة ومؤلّفة معروفة على نطاق واسع. وهي اشتهرت بجرأتها، لأنها لم تستخدم العلم فقط لتثبت أن أطفال مدينة فلينت في ميشيغان تعرّضوا لمادة الرصاص في مياه الشفه بسبب أزمة من صنع الإنسان؛ بل لأنها أيضاً، رغم الخطر على مسيرتها المهنية، تحدّت رد فعل مناقض ووحشي وثَبتت في موقفها حتى اعترفت ولاية ميشيغان والرئيس باراك أوباما بنتائج أبحاثها وعالجا هذه القضية. وهي بطلة لصحّة الأطفال، ومدافعة وطنية جهورة، وزعيمة عالمية في مكافحة الظلم البيئي.
حنا موسى ناصر هو شخصية أكاديمية وسياسية وجّهت تحوّل جامعة بيرزيت من النطاق المحلي إلى جامعة عالمية المستوى وحائزة على الاعتماد. وحصل ذلك وهو منفي عن فلسطين وفي مواجهة مقاومة عاتية. وهو أصبح أول رئيس للجامعة وبقي كذلك لفترة طويلة، وقد تبنّى آليات تعليمية مبتكرة لتحقيق رؤيته الثابتة لإنشاء موئل نموذجي للطلاب الفلسطينيين للدراسة في وطنهم، بالإضافة إلى العديد من المناصب الأكاديمية والإدارية.
نجح روي فاجيلوس في مجالات كثيرة، من طبيب إلى عالم في الطب الحيوي وقائد في الأعمال التجارية، وثمّر الاكتشافات العلمية لصالح البشرية. كما أنه غيّر استراتيجية اكتشاف الأدوية، مما ارتقى بشركة مرك إلى النجاح العالمي. وأقنع عملاقة شركات الأدوية هذه بتقديم دواء مهم للغاية مجانا، مما أنقذ بصر الملايين في العالم النامي. ويشغل فاجيلوس منصب رئيس مجلس الإدارة في ريجينيرو، وهي شركة رائدة في مجال التكنولوجيا الحيوية تعمل على الأدوية المبتكرة. ويواصل فاجيلوس على نطاق واسع عمله الخيري ودعمه الثابت للتعليم.
وختم خوري، “ينضم هؤلاء الرواد الخمسة إلى الجامعة الأميركية في بيروت ويمثّلون قيمنا من خلال التزامهم الراسخ برسالتها، إذ يجمعون بين المعرفة والابتكار لتوفير حلول مستدامة لتحسين البشرية. نرحّب بمكرّمينا الاستثنائيين وهم يأخذون بجدارة أماكنهم في قائمة القادة الملهمين للجامعة الأميركية في بيروت والذين سكنوا حرمها التاريخي.”