غالبًا ما يتردّد عند مواجهة أية عقبة حياتيّة إنّه يجب التركيز على النصف الممتلئ من الكوب وليس على نصفه الفارغ، وذلك في محاولة لزرع الإيجابية في النفس، بدلًا من التركيز على المنحى السلبي لأي حدث أو خبرة حياتية جديدة. ولكن هل هذه المقاربة كافية للمحافظة على بذور الإيجابية في النفس في مواجهة ما تفرزه تجارب الحياة من يأس أو قلق أو خوف…؟
يُجيب علم باطن الإنسان – الإيزوتيريك في هذا الصدد أنّ السؤال الأهم الذي يجب طرحه هو حول سبب “فُقدان” نصف الكوب انطلاقًا من حقيقة أنّ ما من نتيجة من دون سبب وما من سبب من دون محرّك… وتحديدًا من دون فعل إرادي مارسه الإنسان ذات يوم فارتد عليه بعد حين، إما إيجابًا أو سلبًا، انطلاقًا من قانون السبب والنتيجة، أو كما تزرع تحصد.
لذا، فإنّ النظر بإيجابية إلى تجارب الحياة الأليمة من دون وعي أسبابها أولاً، يُعدّ نوعًا من الهروب إلى الأمام أو مثالية في التفكير ينمّ عن تجاهل لواقع النفس. هذا الأمر يستدعي مزيدًا من تجارب الوعي، وربما مزيدًا من الألم النفسي، إلى أن تعي النفس الأسباب أو نواقصها الداخلية وتبادر إلى التصحيح عبر التصرّف الإيجابي المعاكس، فكرًا وقولًا وعملًا.